استحباب الشرب من ماء زمزم للحاج والمعتمر عند الفراغ من أداء المناسك ففي حديث جابر رضي الله عنه في صفة حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الإمام مسلم في صحيحة[1] قال ” …… ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلي البيت فصلى بمكة الظهر ، فأتى بنى عبد المطلب يسقون على زمزم ، فقال : انزعوا بنى عبد المطلب ، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنـزعت معكم ، فناولوه دلواً فشرب منه …. “
وقد نص على استحباب ذلك الحنفية والشافعية والحنابلة ..[2]
استحباب الشرب من ماء زمزم عند توديع بيت الله الحرام
لقد كان السلف الأول رضي الله عنهم يستحبون الشرب من ماء زمزم إذا أرادوا فراق ووداع بيت الله الحرام ، متزودين منه ، متبركين به حتى آخر لحظة ؛ ” فعن مجاهد – التابعي – قال : كانوا – أي من قبله من الصحابة رضي الله عنهم – يستحبون إذا ودعوا البيت أن يأتو زمزم فيشربوا منها “[3] ، وقد نص على استحباب ذلك فقهاء المذاهب الأربعة [4]
وليسأل الله الشارب لزمزم عند وداعه أن لا يجعل الله ذلك آخر العهد بالبيت ، وأن ييسر له العود إليه مرات بعد كرات ، ليزداد من خيراته وبركاته ، وأسراره وأنواره .
فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى في الحديث القدسي بإثبات الحرمان لمن وسع الله عليه وأعطاه العافية ثم لم يزر البيت العتيق في كل خمسة أعوام .
(( فعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عنه وسلم قال : يقول الله تعالى : إن عبداً صححت له جسماً ووسعت عليه في المعيشة ، تمضى عليه خمسة أعوام لا يفد إلى : لمحروم[5] .. )) .. وفى رواية ( في كل أربعة أعوام )[6]
آداب شرب ماء زمزم
- استقبال القبلة 0
2.أن يشرب على ثلاث أنفاس فيفصل الشارب فمه عن الإناء ثلاث مرات ويشرب في ثلاث مرات فقد ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ويقول : إنه أروى وأبرأ وأمرأ ) وفى رواية لآبى داود بزيادة ( أهنأ )[8]0[7]
- التسمية عند الشرب لكل مرة 0
- حمد الله تعالى عند الانتهاء من الشرب في كل نفس 0
5.الشرب باليد اليمنى لأمــره صلى الله عليه وسلم بذلك ولنهيه عن الشرب بالشمال فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله[9] 0
6.الإكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه 0
7.استحباب تحنيك المولود بماء زمزم ؛ ( عن حبيب ابن ابي ثابت قال قلت لعطاء أخذ من ماء زمزم ؟ يسأله عن حمله من مكة إلي غيرها – قال : نعم ؛ قد كان رسول الله صلي الله عليه ولم يحمله في القوارير ؛ وحنك به الحسن والحسين رضي الله عنهما بتمر العجوة )[10] ؛ والتحنيك مأخوذ من حنكت الصبي تحنيكً : مضغت تمراً ونحوه ؛ ودلكت به حنكه [11] ؛ والحكمة من التحينك بماء زمزم هي أن يكون من أول ما يتغذى به الطفل وينبت عليه جسمه ؛ هو هذا الماء الطيب المبارك مع حلاوة تمرة ونحوها ؛ تفاؤلاً ورجاءً من الله أن ينبت هذا الطفل نباتاً حسناً بإذن ربه 0
8.استحباب سقى ماء زمزم ؛ والثواب العظيم في ذلك ؛ وردت أحاديث عديدة في الحث على سقى الماء عموماً وفى بيان ثواب ذلك وفضله منها : في رواية للإمام البخاري رحمه الله في صحيحة[12] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( ثم أتى – النبي صلى الله عليه وسلم – زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال : اعملوا ، فإنكم على عمل صالح ، ثم قال : لولا أن تغلبوا ، لنزلت حتى أضع الحبل على هذه – وأشار إلى عاتقه …. ))
9.استحباب الوضوء بماء زمزم : حيث أنه إذا كان من السنة صب ماء زمزم على الرأس والبدن للتبرك به ، فمن باب أولى التبرك به في الوضوء …
[1] الحج – باب حجة النبي صلي الله عليه وسلم 2/892
[2] مناسك ملا على القاري ص 328
[3] المصنف لابن أبي شيبة ص 171
[4] الإختيار للموصلي 1/155
[5] صحيح ابن حبان ( الإحسان )
[6] مصنف عبدالرزاق 5/13
[7] صحيح مسلم ، الأشربة 0
[8] سنن أبي داود الأشربة 0
[9] صحيح مسلم للأشربي 0
[10] أخبار مكة للفاكهي 2/51 0
[11] المصباح المنير 0
[12] الحج – باب سقاية الحاج /3491