كان مقرُّ عمل الزمازمة داخل الحرم المكيِّ الشَّريف، حيث يقومون بجلب ماء زمزم من البئر، وتخزينه في الأزيار (وهي عبارة عن أوعية فخاريَّة كبيرة تُشبه الخزَّان)، وكذلك وفي البراميل المصنوعة من الزنك وكان للزمازمة شيخ يُنتخب من ضمن أفراد الطائفة عن طريق وزارة الحج والأوقاف -آنذاك- يقوم بتنظيم عملهم والإشراف عليهم، وكان مُخصصاً لكل عائلة من عوائل الزمازمة خُلوة من الخلاوي (وهي غرفٌ مُخصصةٌ للزمازمة في أقبية الحرم المكيِّ الشَّريف)، ؛ كما كان لكل زمزمي منطقه معينة يجلس فيها داخل الحرم، وطبيعة عمل الزمزمي يكون بتقديم ماء زمزم بعد تبخير الدوارق الفخاريَّة بـ(المستكة)؛ ليكتسب الزمزم رائحة جميلة، ومن ثم يملأ هذه الدوارق من الأزيار، ويقدمها للحجاج في الطيس (أوعية نحاسيَّة تُستعمل للشرب) حيث يمرُّ بين زوار الحرم، وحول الحرم أيضًا، كما يقوم الزمزمي بتوزيع الدوارق على الحنابل الموجودة بالحصاوي المُخصصة له والتي كانت موجودة داخل الحرم، هذه الدوراق عليها نيشـان (علامة مميزة) يعرفها الزمازمة أنفسهم تتم كتابته على كل دورق بواسطة (شمع العسل) مع (الرَّماد) فيشكل لونًا أسودًا يصعب مسحه من على الدورق وذلك لمعرفة كل زمزمي لدوارقه وعدم ضياعها، وكلُّ ذلك يُمثِّل طابعًا تُراثيَّا مُميزًا اشتهر به الزمازمة.
كان الزمازمة يقدمون ماء زمزم للحجاج في منازلهم طيلة فترة إقامتهم بمكة المكرمة بنفس الدوارق، حيث كان لكل زمزمي تقرير يخصّه يُحدد جنسية الحجاج الذين يخدمهم، ويكون مسئولاً عن إيصال ماء زمزم لهم